الرئيسية » » أُعاتبُ الزئبق | رياض الدليمي

أُعاتبُ الزئبق | رياض الدليمي

Written By Unknown on السبت، 6 سبتمبر 2014 | 1:23 م


أُعاتبُ الزئبق
 رياض الدليمي


من قبضةِ طينكِ
يفقأُ نَسلُ العشيرْ
وولادةُ قمرٍ أَحمرٍ
بشظايا شهوةٍ سماويةٍ 
وجدائلُ الأيامِ الستةِ
غَفتْ على أمواجِ الشمسِ
تولَدينَ من أَسوارِ الشكِ
تَصنعينَ سلاماً وحروباً 
وكحلاً لمرايا عيدِ سومر
وعشبٍ يروقَ ليّ من ألفِ عامٍ
بمذاقٍ شهي لنبيذِ الملاحمَ
لا أَفقهُ الوطنَ ولا تفاصيلَ الغربةِ
لم يَمسَني الطوفانَ
ولم أَعثرْ على ناجين
نظراتٌ تُخيفني 
تصطادُ وحشتي
بتِ تخلعينَ عنكِ فائضَ البَرْدِ
بعينِ ماءٍ يغلي
جسارتي بَغي وترويض
تَقصينَ أظافرَ العشبِ
لعلَّ الرّب يرضى
الحزنُ تَرملَ حُزناً
يرثيهِ الرّبُ
معجونٌ بِلونِ القمر
بطينكِ
بجنونِ خريف العُمر
أَنصهرُ في عوالمِ الزلالِ وجيدكِ
ومخابئ القلبْ
أنتِ
تلعقينَ حدودَ الوطنِ
فيخضعَ لهمساتَ السحابِ
وقَلَمي المكسورَ من صلابةِ الألواحِ
ومكائدِ الرواةِ
وأحلامِ اليقظةِ
سأحملُ التاريخَ
على جناحِ الريح
ولم أُدون زيتونةً نَجَتْ
ولم يرَّ كل شيء
ولم أرَّ
ولم أَشهدْ بأَني رأيتُ
عناقَ الأضلعِ المعوجةِ
ولم أَشهدْ غُراباً دُفنَ سِراً
ومولُدوكِ في لجةِ الجُبِ
سأقولُ ملءَ فمي
حكايتي عند عتباتَ العرشِ
سأعاتبُ الزئبقَ
سأعاتب الظلَ
سأعاتبُ أَحلامي
سأعاتبُ عيونَ الماءَ
وغليانكِ
وهياجِ القمر
وأدونُ الأسئلةَ
وأَدفنُ خرافاتي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.