الرئيسية » » حرب . حرب . حرب | رياض الصالح الحسين

حرب . حرب . حرب | رياض الصالح الحسين

Written By Unknown on الثلاثاء، 14 يوليو 2015 | 5:11 ص

" حرب . حرب . حرب . "
عاشق ذاهب بين حشرجة النازحين وحشرجة الكلمات
عاشق مثل هذي البراري المدمَّاة والجثث الذهبيَّة
يخرج من زمنٍ ليغنِّي 
ويدخل في وطنٍ ليغنِّي
يبتاعُ أرغفة ً ومعاول
يبتاعُ أرصفةً ومعامل
يبتاعُ حزناً شديداً
ودبَّابةً سقطت بين فكَّيْ زهرة دفلى
يبتاعُ قبراً وسيماً لطائرة
وغصوناً خضراءَ من فرح أبديّ للعاشقات
عاشق ذاهب بين حشرجة النازحين وحشرجة الطلقات
عاشق قال :
هذه هي الحرب
تخلع قمصانها الخشبيَّة
تكشف عن عريّها الحشريّ :
دماء وأرصفة
ودفاتر مبتلَّة بالنشيج
دماء وعاشقة ودفاتر مبتلَّة بالدماء
دماء وأرغفة
وأساور ضيِّقة
ومآذن واسعة
وطيور تهاجرُ ...
مجزرة وشعوب
مجزرة وزهور
هذي هي الحرب تفتح نافذة الحبّ للقاتلين
وللعاشقين ستفتح نافذة للقبور
في الحروب التي ذهبتْ
في الحروب التي بقيتْ
في الحروب التي حاولت أن تجيئ
كان وجه أليف لعاشقة يتمرَّغ في الرملِ
والألم الطبقي
كانتِ العاشقات الوسيمات يخرجنَ للشرفاتِ
ويعرضنَ أجسادهنَّ المدمَّاة لله
والله كان يجيء القرى وبصحبة الجند
كان يعبئ مئزره الملكيّ حروباً وينثرها في البيادر
كانت بيادر من فضَّة ومواعيد
كانت بيادر من فضَّة
ثمَّ كانت حروب
وهل تذهبين إلى البيتِ
أم تذهبين إلى الموتِ
هل تذهبين إلى العشبِ
أم تذهبين إلى الحربِ
كنَّا نسير ونسير وتثقبنا الطلقات
وكنَّا نسير نسير بدائرة قطرها ألف حزن
يداً بيد ونغنِّي
يداً بيد ونموت
ويا أيُّها الموت لا تأتِ في الصيف
إنَّ الطيور تشاطرنا الصيف
ويا أيُّها الموت لا تأتِ في مطر خائف وبعيد
لا تأتِ
فالأرض عطشانة
والمواسم مكسورة
والشعير سينضب
والعاشقات سيبكين عشاقهنَّ
ولا تأتِ .. لا تأتِ
لكنَّهُ الموت يأتي
ولكنَّها الحرب تأتي بهيئتها الحشريّة
تدخل من ثقب بابٍ
ومن ثقبِ نافذةٍ
تتناسل في حانة- صحف- كتب
تتناسل في جثث العاشقات
ثمَّ تنده للقاتلين: " استريحوا... استريحوا "
وتطعمنا البؤس والطلقات ...


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.